
{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
أبو دجانة محمد بن سالم البلوشي
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه الجملة العظيمة التي فيها اعترافين كبيرين الأول وهو الأعظم :الاعتراف بألوهية الله تعالى ووحدانيته و الثاني: الاعتراف بالذنب و التقصير و الخطأ ، فالأول يدل على تمام العبودية لله رب العالمين ،و الثاني يدل على قوة الإيمان و الرغبة في تطبيق العبودية تطبيقا صحيحا بالتنازل عن الغرور و التوقف عن التمادي في العصيان و الرغبة بل العزم في الطاعة و الاخلاص و الاستقامة لله تعالى .. إن البدء بتوحيد الله تعالى في الدعاء و تنزيهه فيه اعتراف بذلك و فيه ردع للنفس العاصية أو الطاغية و تذكير لها أنها مهما تمادت و تعجرفت فإن هناك من خلقها ومن سيحاسبها ومن هو قادر عليها فيجعلها ذلك تتراجع و تخاف و تتأدب و تمتنع عن الحرام ، ثم الاعتراف بالخطأ يكون نتيجة حتمية للشعور بعظمة الله تعالى و قدرته و اليقين بذلك ،فالمرء ان علم ان هناك من هو اقوى منه و طلب منه التوقف عن امر ما وإلا عاقبه فانه يتوقف عنه مباشرة فكيف ان كان الامر و الناهي هو الله تعالى و بالتالي فانه يمتنع كليا ان وقع الايمان و اليقين في قلبه ويتراجع عن ما هو فيه او ما كان عليه صاغرا تائبا ، وهو ايضا يستشعر عظمة الله تعالى وانه الاله الحق وانه الامر الناهي وانه المجازي و المعاقب وان كل شيء بامره وتقديره فيستحي حينها ان ينقص في حق ربه تعالى او ان يعصيه و لا يوفيه حقه من عبادة و طاعة مع انه مهما فعل فلن يستطيع ان يرد جزءا بسيطا من حق الله تعالى عليه ، و يبقى الامل في رحمة الله و رضوانه.
:::::::::
:::::::::
{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء : 87]
جاءت في القران الكريم على لسان عبد صالح من عبيده ، و نبي كريم من أنبيائه وهو سيدنا يونس بن متى عليه السلام ، وهذا النبي لما رأى نفسه وقع في بلاء من ربه وامتحان ، وابتلي بأن جعله الله تعالى في بطن الحوت نادى في الظلمات ، ظلمة الليل ، وظلمة البحر ، وظلمة بطن الحوت ..نادى الذي يسمع ويرى كل شيء كما قيل -والله أعظم من ذلك -: يرى ويسمع دبيب النملة السوداء فوق الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ،سبحانه هذا العظيم القدير القوي العزيز المسيطر على كل شيء ناداه عبده ونبيه وهو موقن بإجابته وناداه أولا بوحدانيته وأالوهيته ثم اعترف له بحاله فأنجاه الله تعالى من بطن تلك الدابة البحرية و أعاده و عافاه ، فيا سبحان الذي قال عن نفسه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة : 186] ،و قال {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل : 62] .. فتدبروا يرحمكم الله تعالى قوة الدعاء ، و نتيجة الاعتراف بالتقصير -حاشا الانبياء- ثم نتيجة التوحيد و اليقين بعون الله و توفيقه عند إخلاص التوبة و الانابة اليه.
::::::
{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
فلا اله الا انت فيها نفي للالوهية تماما عن كل احد و كل شيء ثم اثباتها قطعا لله تعالى -الا انت- فهو الاله الحق لا شريك له ، وكل من يعبد سواه فهو من ناحية :اله باطل ليس الها حقيقيا ولو قيل عنه اله ،ولو وصف بالالوهية فألوهيته مزيفة كاذبة فهو مخلوق و عاجز او قد يكون خرافة و اسطورة ،و من ناحية ثانية: هذه العبادة التي تصرف الى غير الله باطلة بل تعد شركا و اثما على صاحبها ، فلابد من توحيد الاله الحق الذي قال عن نفسه {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران : 18] و قال {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة : 255] ، و توحيد الله تعالى من أهم أاقوى أسباب السعادة و الراحة النفسية و الفكرية و البدنية و ليس كمن يتشتت ذهنه فيعبد مئات الآلهة أو من يصرف دعائه للجهة الخاطئة فيبتلى بالذلة و الخيبة و كذلك فان توجيه النداء و الرجاء الى الرب الصمد المستحق كفيل بتحقيق الغايات و الرغبات و باستقامة الحياة و النفس .
::::::
::::::
{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
فلا اله الا انت فيها نفي للالوهية تماما عن كل احد و كل شيء ثم اثباتها قطعا لله تعالى -الا انت- فهو الاله الحق لا شريك له ، وكل من يعبد سواه فهو من ناحية :اله باطل ليس الها حقيقيا ولو قيل عنه اله ،ولو وصف بالالوهية فألوهيته مزيفة كاذبة فهو مخلوق و عاجز او قد يكون خرافة و اسطورة ،و من ناحية ثانية: هذه العبادة التي تصرف الى غير الله باطلة بل تعد شركا و اثما على صاحبها ، فلابد من توحيد الاله الحق الذي قال عن نفسه {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [آل عمران : 18] و قال {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة : 255] ، و توحيد الله تعالى من أهم أاقوى أسباب السعادة و الراحة النفسية و الفكرية و البدنية و ليس كمن يتشتت ذهنه فيعبد مئات الآلهة أو من يصرف دعائه للجهة الخاطئة فيبتلى بالذلة و الخيبة و كذلك فان توجيه النداء و الرجاء الى الرب الصمد المستحق كفيل بتحقيق الغايات و الرغبات و باستقامة الحياة و النفس .
::::::
{أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}
إني كنت من الظالمين ، الظلم هو وضع الشيء في غير محله ، و العاصي ظالم فهو وضع في محل الطاعة و الإذعان العصيان و المخالفة و هذا ظلم لنفسه وظلم لدينه ، و الذي يظلم الناس و لا يعدل معهم وضع مكان العدل البغي و التكبر و سلب الحقوق و الايذاء وهذا ظلم للناس و مخالفة للشرع ، و قد سمى الله تعالى الشرك ظلم { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 13]، لان المشرك وضع مكان التوحيد لله الاشراك به و هو ذنب عظيم لانه اكبر الظلم واشده و كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أكبر الكبائر : الإشراك بالله ، وقتل النفس ، وعقوق الوالدين ، وقول الزور ، أو قال : وشهادة الزور) رواه البخاري، فبدأ بالشرك لانه اكبر و اشد و اثقل ذنب و فيه تحطيم لاول اساس من اسس الاسلام وهو التوحيد حيث قال صلى الله عليه وسلم ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان ) ، فالاعتراف بالظلم سواءا كان شركا أو كبيرة من الكبائر أو صغيرة من الصغائر ثم اتباع الاعتراف به بتوبة و ندم و إقلاع عنه سبب للمغفرة و للخروج من الأثر السيء الناتج عنه ، و كذلك باب من أبواب الرحمة و السعادة وإاجابة الدعاء ولهذا قال سبحانه بعدما وجه إليه نبيه يونس هذا الدعاء و الرجاء -لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين-:
(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ)سورة الانبياء، 88
أخيرا
لا إله إلا أنت سبحانك إاني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لابي واجعل قبره روضة من رياض الجنة و لسائر أموات المسلمين
آمين
لا إله إلا أنت سبحانك إاني كنت من الظالمين
اللهم اغفر لابي واجعل قبره روضة من رياض الجنة و لسائر أموات المسلمين
آمين
المصدر صيد الفوائد

تعليق